بواسطة: يوسف محمد عثمان
أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية (HHS) يوم الثلاثاء أنها “تتجه نحو إنهاء” تمويل تطوير لقاحات mRNA عبر هيئة الأبحاث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم (BARDA)، لتحول الدعم نحو أنواع لقاحات أخرى.
وقال وزير الصحة روبرت إف. كينيدي الابن في بيان إن الهيئة ستُنهي 22 استثمارًا في لقاحات mRNA، مدعيًا أن هذه اللقاحات “تفشل في الحماية الفعالة ضد التهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل كوفيد-19 والإنفلونزا”، رغم الأدلة العلمية على فعاليتها في الوقاية من حالات الكوفيد الشديدة و نجاحها في تقليل نسب الوفاة من كوفيد-19، وإمكاناتها الواعدة ضد الإنفلونزا. وأكدت الوزارة أن بعض العقود في مراحلها النهائية ستستمر، لكن “لن يتم بدء أي مشاريع جديدة تعتمد على تقنية mRNA”.
“قمنا بمراجعة الأدلة العلمية، واستمعنا إلى الخبراء، واتخذنا القرار”، قال كينيدي.
وأضافت الوزارة أن BARDA ستركز مستقبلاً على منصات ذات سجلات أمان أقوى وممارسات شفافة في البيانات السريرية والتصنيع، مشيرة إلى أن “التقنيات التي مُوِّلت خلال مرحلة الطوارئ ابان جائحة الكوفيد لكنها فشلت في تلبية المعايير العلمية الحالية ستُستبدل بحلول قائمة على الأدلة وأخلاقيات البحث، مثل لقاحات الفيروس الكامل وطرق وقائية اخري جديدة”.
Contents
كيف تعمل لقاحات mRNA؟
تقوم تقنية mRNA (الحمض النووي الريبوزي المرسال) على إدخال شفرة جينية بسيطة إلى الخلايا، تُترجم لإنتاج بروتين معين — مثل بروتين سبايك لفيروس كورونا — مما يحفز الاستجابة المناعية. وقد ساهمت هذه التقنية في تطوير لقاحات كوفيد-19 بسرعة قياسية خلال الجائحة، مع تأكيد دراسات عديدة فعاليتها العالية في منع الحالات الشديدة وسلامتها.
انتقادات من المجتمع العلمي
وصف د. بيتر هوتز، مدير مركز تطوير اللقاحات في مستشفى تكساس للأطفال، القرار بأنه “يعزز أجندة العلوم الزائفة الخاصة بوزارة الصحة و الخدمات الانسانية الحالية كما أنه يُضعف الأمن الحيوي للبلاد”، مشيرًا إلى أن تقنية mRNA تمتلك مزايا فريدة في مواجهة الأوبئة سريعة الانتشار أو في علاجات السرطان.
من جهته، انتقد د. بول أوفيت — الخبير في اللقاحات بمستشفى فيلادلفيا للأطفال — القرار باعتباره “منافيًا للبيانات العلمية المتاحة”، قائلاً:
“اتخاذ قرار بسحب التمويل بناءً على ادعاءات خاطئة يضعنا في خطر غير ضروري”.
إلغاء عقود ومشاريع مرتبطة بلقاحات mRNA
أعلنت HHS إلغاء:
- منحة لشركة موديرنا/UTMB لتطوير لقاح mRNA ضد إنفلونزا الطيور (H5N1).
- عقود مع جامعة إيموري (لمشروع لقاح mRNA مستنشق) وتيبا بايوتك (لتقنية ناقلات النانو).
- مشاريع مرتبطة بـ mRNA في عقود مع لوميناري لابز ومود إكس وسيكويرس.
كما رفضت الوزارة عروضًا مقدمة من فايزر وسانوفي وCSL سيكويرس وجريتستون، وأجرت تعديلات على تعاونها مع وزارة الدفاع تؤثر على مشاريع لقاحات تعتمد الأحماض النووية.
ردود الفعل
و في ردود الفعل :
- موديرنا: نفت تلقي أي إخطارات جديدة بإلغاء عقود، مؤكدة أن عقد إنفلونزا الطيور ألغي في مايو الماضي.
- أسترازينيكا: امتنعت عن التعليق.
- د. جيك سكوت (أستاذ الأمراض المعدية في ستانفورد): وصف القرار بأنه “محبط”، مشيرًا إلى أن لقاحات mRNA غيرت مسار الوباء في المستشفيات.
مخاطر القرار
حذر الخبراء من أن التخلي عن تطوير mRNA قد يُعيق الاستجابة لأوبئة مستقبلية، خاصة مع ظهور مسببات أمراض جديدة.
يُذكر أن القرار يأتي بعد أشهر من إلغاء عقد قيمته 590 مليون دولار مع موديرنا لتطوير لقاح إنفلونزا الطيور، مما يعكس توجهًا واضحًا لإدارة كينيدي نحو الابتعاد عن التقنيات الحديثة لصالح منصات تقليدية.

تعريف
يوسف محمد عثمان عبد الفتاح , بكالوريوس الصيدلة ، جامعة حلوان بالقاهرة.خبرة 15 عاما كصيدلي و مدير بأكبر سلاسل الصيدليات بالقاهرة.هدفي نقل علمي و معلوماتي لكل شخص لرفع الوعي الطبي و لمنفعة كل الناس.