بواسطة: يوسف محمد عثمان
“أوف!” — هذه هي الكلمة الوحيدة التي استخدمها ستيوارت داونز لوصف العام الماضي بعد ان خضع لعلاج مبتكر في نوتنغهام لعلاج سرطان الدم(اللمفوما).
خضع الرجل البالغ من العمر 65 عامًا لعلاج خلايا CAR-T-Cells في أول مركز تابع لـ NHS هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة
في منطقة إيست ميدلاندز يتم إنشاؤه لتقديم هذا الشكل المتخصص من العلاج المناعي.
الآن، يقول الخبراء في وحدة مستشفى نوتنغهام سيتي إنهم يأملون في تقديم هذا العلاج لمزيد من المرضى الذين شُخّصت إصابتهم، مثل ستيوارت، بأكثر أشكال الليمفوما شيوعًا.
ستيوارت، المقيم في جريت بونتون، لينكولنشاير، قال إن التحسن في حالته الصحية كان “مذهلًا”. وهو أحد 24 مريضًا خضعوا لعلاج الخلايا التائية CAR T-Cells في نوتنغهام منذ أن قدم الأطباء هذه الخدمة الجديدة في المدينة في فبراير 2024.
كان يشعر بتدهور مستمر في صحته بعد تشخيص إصابته بلمفوما الخلية البائية الكبيرة المنتشرة (DLBCL).
لم يستجب جيدًا للعلاج الكيميائي، وفهم أن علاج الخلايا التائية CAR T-Cell يمثل “فرصة أخيرة” لمحاولة علاج حالته.
على مدى خمس ساعات، يقوم جهاز بسحب خلايا الدم البيضاء التي تحتوي على الخلايا التائية الثمينة T-Cells من مجرى الدم.
ثم تُعالج هذه الخلايا في هولندا وتُعدّل لتصبح خلايا CAR T، ويستغرق انتظار إعادة الخلايا الجديدة ثلاثة أسابيع.
يتم نقل الخلايا المعالجة إلى مجرى الدم مرة أخرى، حيث تم تصميم الخلايا الجديدة لتتعرف بشكل انتقائي على الخلايا السرطانية وتستهدفها وتهاجمها.
بعد ثلاثة أشهر من العلاج من الليمفوما، قال ستيوارت إنه تلقى “أخبارًا رائعة”، وتذكر كيف أخبره الطبيب الاستشاري: “لا يوجد أي أثر للسرطان. يبدو أن العلاج نجح”.
قال ستيوارت: “شعرت بفرح شديد، كانت كلمة ‘الحمد لله’ هي رد فعلي.”
ومع ذلك، فهو يتعامل مع الأمر بحكمة: “أعلم أنني لم أتعافَ تمامًا بعد. أنا في مرحلة انحسار للمرض، لكن هذا العلاج منحني فرصة ثانية للحياة. أشعر بتحسن كبير ولديّ المزيد من الطاقة.”
الآن في نوتنغهام، الأمل هو تقديم هذا العلاج المنقذ للحياة لمزيد من المرضى.
نسبة نجاح واعدة و امل كبير
قال الدكتور نيكولاس مارتينيز-كاي، استشاري أمراض الدم الذي يشرف على هذه الخدمة الجديدة، إن العلاج المناعي “لديه فرصة نجاح تتراوح بين 40% إلى 60% عادةً.”
بفضل دواء جديد يُسمى ليزوكابتاجين (liso-cel أو بريانزي)، يمكننا الآن علاج بعض المرضى الذين لم يكونوا مؤهلين للعلاج سابقًا، حيث قد يقلل هذا الدواء من الآثار الجانبية.
ويضيف الدكتور مارتينيز-كاي أن هذا يعني “أننا سنتمكن على الأرجح من تقديم علاج CAR-T-Cells لمزيد من المرضى الأكبر سنًا، في الفئة العمرية بين 70 و75 عامًا.”
نوتنغهام هي واحدة من شبكة مستشفياتNHS التي تقدم علاج CAR-T في إيست ميدلاندز، حيث يتم تقديم هذه الخدمة الآن أيضًا في مستشفى ليستر الملكي.
يشارك البروفيسور كريس فوكس في أبحاث متطورة لمساعدة المرضى خلال الأسابيع الثلاثة التي ينتظرون فيها تحضير خلايا CAR-T-Cells في هولندا، خاصةً أولئك الذين لا يستجيبون جيدًا للعلاجات الحالية.
يشارك كل من جامعة نوتنغهام ووحدة أمراض الدم في مستشفى المدينة في تجربة PORTAL، وهي واحدة من عدة مراكز في المملكة المتحدة.
يقود البحث كينجز كوليدج لندن، حيث يتم دراسة علاج دوائي جديد للبالغين الذين لا يستجيبون بشكل جيد للعلاجات المتاحة حاليًا خلال تلك الفترة.
أما في لينكولنشاير، يرحب ستيوارت بأحدث الأبحاث والتطورات:
“لا يمكنني أن أكون أكثر سعادةً من نتائج علاجي في نوتنغهام، لذا فإن حقيقة توسيع نطاق هذا العلاج أمر رائع، والمزيد من الأبحاث تمنح الأمل.”

تعريف
يوسف محمد عثمان عبد الفتاح , بكالوريوس الصيدلة ، جامعة حلوان بالقاهرة.خبرة 15 عاما كصيدلي و مدير بأكبر سلاسل الصيدليات بالقاهرة.هدفي نقل علمي و معلوماتي لكل شخص لرفع الوعي الطبي و لمنفعة كل الناس.