جاستن تمبرليك يكشف عن إصابته بمرض لايم: ما هو هذا المرض الخطير الذي يصيب الأعصاب ويحيّر الأطباء؟

بواسطة-يوسف محمد عثمان

مرض-اللايم-تسببه-تسببه-لدغات-القراد
مع انتهاء جولة نجم البوب جاستن تمبرليك العالمية في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، شارك مغني “SexyBack” يوم الخميس عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أنه يعاني من مشكلات صحية وتشخيص بمرض لايم.

ولم يكشف تمبرليك عن المرحلة التي وصل إليها مرض لايم في منشوره على إنستغرام، لكنه كتب:
“على الأقل، استطعت أن أفهم لماذا كنت أعتلي المسرح وأنا أعاني من ألم شديد في الأعصاب أو أشعر بإرهاق ومرض شديدين”.

تجربته، مثل تجربة بيلا حديد وعدد من المشاهير الآخرين قبله، تثير العديد من التساؤلات:
ما هو مرض لايم بالضبط؟ وكيف يُصاب به الإنسان وينتقل؟ كيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ وماذا يعني مصطلح “مرض لايم المزمن”؟ وهل يوجد لقاح او تطعيم لهذا المرض؟

تجيب الدكتورة لينا وين عن ابرز التساؤلات بخصوص مرض لايم، وهي طبيبة طوارئ وأستاذة في سياسة وإدارة الصحة في كلية معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن.

ما هو مرض لايم؟

مرض لايم هو عدوى بكتيرية، وتُعد بكتيريا Borrelia burgdorferi السبب الأكثر شيوعًا، وفي حالات نادرة قد تتسبب بكتيريا Borrelia mayonii أيضًا في المرض.
في الولايات المتحدة، يُعد المرض أكثر الأمراض التي تنتقل عبر الحشرات شيوعًا — أي الحيوانات مثل البعوض والقراد التي تنقل العدوى.
ينتقل المرض عن طريق لدغة نوع معين من القراد يُعرف بـ “القراد ذو الأرجل السوداء” (Ixodes scapularis وIxodes pacificus).

يوجد ثلاث مراحل لمرض لايم:

  • المرحلة الأولى تُعرف بالعدوى الموضعية المبكرة، وتبدأ من يوم إلى أربعة أسابيع بعد لدغة القراد. وتشمل أعراضًا شبيهة بالإنفلونزا مثل الصداع، وآلام العضلات، والإرهاق. ويظهر لدى بعض الأشخاص طفح جلدي مميز يُعرف بـ “عين الثور” أو erythema migrans.
  • المرحلة الثانية تحدث بعد 3 إلى 12 أسبوعًا من الإصابة الأولى، وتُعرف بـ “المرحلة المنتشرة المبكرة”، حيث يعاني المصاب من أعراض أوسع انتشارًا، تشمل الدوخة، وألم الصدر، وخفقان القلب، والتهاب المفاصل، وشلل في أعصاب الوجه.
  • المرحلة الثالثة هي “المرحلة المنتشرة المتأخرة”، وقد تحدث بعد شهور من الإصابة. وتتضمن مزيجًا من الأعراض مثل آلام المفاصل المستمرة، والإرهاق، والاكتئاب، والخفقان، ومشكلات عصبية وروماتيزمية وقلبية أخرى.

كيف يتم علاج هذا المرض؟ ولماذا من المهم الحصول على العلاج مبكرًا؟

التشخيص المبكر والعلاج السريع يمكن أن يمنعا المضاعفات وتطور المرض إلى مراحله المتقدمة. العلاج الأساسي هو باستخدام المضادات الحيوية، ويُشفى معظم الناس بعد تناول مضادات حيوية عن طريق الفم كالدوكسيسايكلين لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا.

يوجد أيضًا علاج وقائي شائع. إذا تعرّض أحدهم للدغة قراد أسود الأرجل — المعروف أيضًا بقراد الأيل — في منطقة يُعرف بانتشار المرض فيها، يمكنه تناول جرعة واحدة من مضاد “دوكسيسايكلين” لمنع الإصابة. يجب تناول هذه الجرعة خلال 72 ساعة من لدغة القراد.
من المهم إزالة القراد بعناية إذا كان لا يزال ملتصقًا، والتقاط صورة له وإحضارها للطبيب، أو إرسالها له في حال الاستشارة عبر التطبيب عن بعد.

هل هناك تحليل دم يمكن إجراؤه للكشف عن مرض لايم؟

نعم، لكن هناك بعض القيود. التحاليل الأكثر شيوعًا هي اختبارات الأجسام المضادة، التي تكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم استجابةً للعدوى.
عادةً لا تظهر النتيجة إيجابية إلا بعد مرور عدة أسابيع من الإصابة، لذا إن أُجري الاختبار مباشرة بعد الإصابة، فقد تكون النتيجة سلبية رغم وجود العدوى.
أيضًا، يمكن أن تبقى الأجسام المضادة في الدم لعدة شهور أو سنوات، لكن وجودها لا يعني بالضرورة أن مرض لايم هو سبب الأعراض.
قد تحدث نتائج إيجابية مضللة أيضًا بسبب أمراض أخرى منقولة بالقراد أو أمراض مناعية ذاتية.

كيف يُشخص مرض لايم إذًا؟

عادةً ما يُشخّص المرض من خلال التوثيق الدقيق للأعراض وتاريخ التعرض للقراد.
تشمل العلامات الجسدية المساعدة في التشخيص: الطفح المميز، تضخم الغدد اللمفاوية أو تورم المفاصل.
يمكن أن تساعد اختبارات الدم، لكن لها حدودها، كما ذكر سابقًا. غالبًا ما يبدأ الطبيب العلاج بالمضادات الحيوية بناءً على التاريخ المرضي وحده.

ماذا يعني أن يعاني شخص من “مرض لايم المزمن”؟

يوجد حالة تُعرف باسم “متلازمة ما بعد علاج مرض لايم” (PTLDS)، وتشير إلى أشخاص أصيبوا سابقًا بالمرض، ولكن بعد 6 أشهر أو أكثر من إتمام العلاج، لا تزال لديهم أعراض مستمرة.
قد تشمل هذه الأعراض: الضباب الذهني، صعوبة التفكير، الإرهاق المزمن، وآلام الأعصاب والمفاصل.

لا يُعرف بالضبط سبب تطور هذه الحالة لدى البعض. وهناك عدة فرضيات، منها استمرار العدوى أو استجابة مناعية ذاتية.
لا يوجد علاج شافٍ مثبت لهذه الحالة، لكن يمكن علاج الأعراض.

مصطلح “مرض لايم المزمن” يشمل الأشخاص المصابين بـ PTLDS، وأحيانًا يُستخدم أيضًا لوصف أعراض لدى أشخاص لم يتم تشخيصهم بمرض لايم في الأصل.
وبحسب المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية: “نظرًا للارتباك في استخدام مصطلح (مرض لايم المزمن) وغياب تعريف اكلينيكي واضح، فإن العديد من الخبراء لا يدعمون استخدام هذا المصطلح”.

من واقع خبرتي كطبيبة ومدافعة عن المرضى، التقيت بالكثير من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم مصابون بهذه الحالة ويعانون حقًا.
العديد منهم يعانون من العجز وعدم القدرة على أداء حياتهم بشكل طبيعي كما كانوا في السابق.
 لا نزال نجهل الكثير عن هذا الوضع، وهناك حاجة ماسة إلى مزيد من الأبحاث للتخفيف من المعاناة الحقيقية التي يعيشها هؤلاء المرضى.

هل يوجد لقاح للمرض؟

توجد عدة لقاحات مضادة لهذا المرض مُخصصة للكلاب.
أما بالنسبة للبشر، فهناك تجارب سريرية متقدمة قيد التنفيذ حاليًا، من بينها واحدة من شركة “فالنيفا” بالتعاون مع “فايزر”، وقد يتم التقدم بها للموافقة التنظيمية خلال العام 2025.

ما هي طرق الوقاية من الإصابة بمرض لايم؟

في غياب لقاح، فإن أفضل وسيلة للوقاية من مرض لايم هي تجنب لدغات القراد.
إذا كنت متجهًا إلى أماكن يُعرف بانتشار القراد الحامل للمرض فيها، ارتدِ ملابس بأكمام طويلة وبنطال.
استخدم طارد الحشرات الذي يحتوي على مادة DEET.
وعند العودة إلى الداخل، افحص نفسك — وأطفالك وحيواناتك الأليفة — بحثًا عن القراد.
إذا عثرت على قرادة، قم بإزالتها فورًا، واتصل بطبيب الرعاية الأولية للاستفسار عن العلاج الوقائي.
ابقَ منتبهًا للأعراض، لأن بدء العلاج بالمضادات الحيوية في وقت مبكر أمر بالغ الأهمية لتجنب المضاعفات التي قد تستمر فترة طويلة.

تعريف-بمحرر-الموقع

تعريف

يوسف محمد عثمان عبد الفتاح , بكالوريوس الصيدلة ، جامعة حلوان بالقاهرة.خبرة 15 عاما كصيدلي و مدير بأكبر سلاسل الصيدليات بالقاهرة.هدفي نقل علمي و معلوماتي لكل شخص لرفع الوعي الطبي و لمنفعة كل الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top