بواسطة: يوسف محمد عثمان
أفاد مسئولوا الصحة في مقاطعة إل دورادو في ولاية كليفورنيا بأن شخصًا ثبتت إصابته بالطاعون مؤخرًا. وقد تَلَقَّى العلاج المطلوب وهو يتعافى في المنزل.
تقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إن حوالي سبعة أشخاص يصابون سنويًا بالبكتيريا المسئولة عن المرض، اليرسينيا الطاعونية (Yersinia pestis). تحدث معظم الحالات في الولايات المتحدة في الولايات الغربية بما في ذلك أريزونا، وكاليفورنيا، وكولورادو، ونيو مكسيكو، ونيفادا؛ وفي يوليو، توفي رجل من أريزونا بسبب الطاعون. إليك ما يجب معرفته عن الطاعون في الولايات المتحدة.
Contents
اسباب مرض الطاعون
يمكن أن يصاب الأشخاص بالطاعون بعد التعرض لعضة من براغيث مصابة أو لمس حيوانات مصابة مثل الجرذان، والفئران، والسنجاب، والظربان الأمريكي (chipmunks)، كلاب البراري (prairie dogs)، الأرانب، أسود الجبال، ابن عرس، وحتى الكلاب والقطط.
قال مسئولوا الصحة في مقاطعة إل دورادو في بيان إن الشخص على الأرجح أصيب بالعدوى عن طريق برغوث أثناء التخييم. وقال القائم بأعمال مدير الصحة العامة في المقاطعة، كايل فليفليت ، في البيان: “الطاعون موجود بشكل طبيعي في العديد من أجزاء كاليفورنيا، بما في ذلك مناطق المرتفعات في مقاطعة إل دورادو”.
أعراض الطاعون عند الانسان؟
هناك ثلاثة أنواع من الطاعون: الدبلي (Bubonic)، والذي تسبب في وفيات واسعة الانتشار في جميع أنحاء العالم في القرن الرابع عشر؛ والتسممي، والذي يحدث عندما تنتشر العدوى إلى الدم؛ والرئوي، عندما تخترق العدوى الرئتين. تسبب جميع الأشكال الحمى والضعف، وأكثر من 80٪ من حالات الطاعون في الولايات المتحدة كانت من النوع الدبلي.
يقول الدكتور سكوت روبرتس ، المدير الطبي للوقاية من العدوى في نظام ييل نيو هافن الصحي والأستاذ المساعد للأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة ييل، إن الشكل الدبلي يتركز في العقد اللمفاوية؛ حيث تنتقل البكتيريا إلى أقرب عقد لمفاوية في الجسم من مكان حدوث العضة المسببة للعدوى، مما يؤدي إلى رد فعل التهابي يشمل تورم العقد. يمكن أن يتقدم الطاعون بعد ذلك إلى الدم، وفي هذه الحالة يصبح تسمميًا. أخيرًا، من مجرى الدم، يمكن أن تنتشر البكتيريا إلى الرئتين، مما يؤدي إلى الطاعون الرئوي، والذي يمكن أن يسبب ضيقًا في التنفس وألمًا في الصدر.
هل الطاعون معدي؟
فقط الطاعون الرئوي يمكن أن ينتشر من شخص مصاب إلى آخر، حيث يمكن أن تنتقل البكتيريا في القطرات التي تطلق عندما يعطس الشخص أو يسعل. يمكن أن يسبب هذا انتقال العدوي في أقل من يوم بعد التعرض للشخص المريض.
المرض يمكن أن يبدأ في أي شكل من أشكاله (دبلي، تسممي، أو رئوي) بحسب طريقة العدوى، وليس شرطًا أن يتطور تدريجيًا من مرحلة إلى أخرى. لذلك، يقول روبرتس إنه “ليست قاعدة صارمة ” أن يتقدم الطاعون من الشكل الدبلي إلى التسممي ثم إلى الرئوي. على سبيل المثال، يمكن لعامل رعاية صحية على اتصال وثيق بشخص مصاب بالطاعون الرئوي أن يستنشق جسيمات معدية من المريض؛ يمكن بعد ذلك أن تنتقل تلك الجسيمات مباشرة إلى رئتيه وتؤدي إلى الطاعون الرئوي.
ويقول إنه ليس من الواضح تمامًا سبب تعافي بعض الأشخاص من الشكل الدبلي للمرض، بينما يستمر آخرون في التقدم إلى مرض أكثر شدة. من المرجح أن تكون بعض العوامل المعتادة – مثل أجهزة المناعة الأضعف عند الصغار جدًا وكبار السن – مسؤولة، ولكن العوامل المسببة غير معروفة جيدًا.
علاج الطاعون
نظرًا لأنه ناتج عن عدوى بكتيرية، يمكن علاج الطاعون بالمضادات الحيوية. ولكن من المهم بدء العلاج في أقرب وقت ممكن؛ إذا تُرِك دون علاج، يمكن أن يكون الطاعون قاتلاً.
هل تصاب الحيوانات المصابة بالطاعون بالمرض؟
تصاب بعض الأنواع بالمرض بسبب العدوى البكتيرية، ولكن يبدو أن أنواعًا أخرى قادرة على إدارة عدوى خفيفة منخفضة المستوى، مما يجعلها خزانات للبكتيريا. على وجه الخصوص، يبدو أن القطط معرضة للإصابة، مما يجعلها ناقلات محتملة للناس.
في بعض مناطق العالم حيث تنتشر هذه البكتيريا بشكل أكبر، يمكن أن تتسبب يرسينيا بيستيس في نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات، مما يجعل سكان المنطقة أكثر عرضة للإصابة. ويقول روبرتس: “عندما تنفق الحيوانات خلال تفشّي المرض، تبدأ البراغيث في البحث عن عوائل من ذوي الدم الحار، وغالبًا ما يكون هؤلاء العوائل هم البشر. لذلك، قد يسبق نفوق الحيوانات في منطقةٍ ما ظهور حالات إصابة بشرية.”
الوقاية من الطاعون ؟
يحثّ مسؤولو الصحة الناس على تجنّب إطعام الحيوانات البرّية، خصوصًا القوارض والسناجب، وعلى عدم لمس الحيوانات المريضة مطلقًا. كما أن استخدام طارد الحشرات عند التواجد في الهواء الطلق، خاصة أثناء التخييم أو التنزّه سيرًا على الأقدام، يمكن أن يقلّل من خطر التعرّض للدغات البراغيث المصابة. أمّا بالنسبة للكلاب والقطط، فمن المهم حمايتها باستخدام منتجات مكافحة البراغيث والتأكد من أنها لا تستكشف جحور القوارض.
هل هناك لقاح للطاعون؟
توجد إصدارات أقدم، ولكن لا منظمة الصحة العالمية ولا مسؤولو الصحة الأمريكيون يوصون بها. توقفت الولايات المتحدة عن توفير اللقاح في عام 1999 بعد مخاوف تتعلق بالسلامة ودراسات شككت في فعاليته. ومع ذلك، يستكشف الباحثون طرقًا لتطوير لقاحات أكثر فعالية.

تعريف
يوسف محمد عثمان عبد الفتاح , بكالوريوس الصيدلة ، جامعة حلوان بالقاهرة.خبرة 15 عاما كصيدلي و مدير بأكبر سلاسل الصيدليات بالقاهرة.هدفي نقل علمي و معلوماتي لكل شخص لرفع الوعي الطبي و لمنفعة كل الناس. للتواصل : https://www.linkedin.com/in/yousef-osman-273a226a/